خريطة العالم البابلية
- Alaa Tamimi
- 18 نوفمبر 2024
- 2 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 4 أبريل


المتحف البريطاني في لندن، يضم مجموعة هائلة من الآثار المميزة لحضارة ميسوبوتاميا، (بلاد وادي الرافدين) وهي إحدى أقدم الحضارات في التاريخ.
من أبرز المعروضات في المتحف الأسطوانة المسمارية ، التي تُعتبر من أقدم النصوص القانونية في العالم ، والثيران المجنحة التي كانت تحرس مداخل القصور والمعابد الآشورية في نمرود وآشور. كما تشمل المعروضات أيضًا اللوحات الجدارية المأخوذة من بوابة عشتار، المزينة برموز الآلهة والحيوانات الأسطورية.
تحتوي مجموعة المتحف أيضًا على الألواح المسمارية التي تحمل نصوصًا متنوعة، كالمراسلات والعقود والنصوص الدينية والأدبية، مثل ملحمة جلجامش. من بين الآثار البارزة تمثال الملك الآشوري آشور بانيبال الثاني، وقطع فنية تعكس الحياة اليومية في بلاد الرافدين، بالإضافة إلى تماثيل وأدوات استخدمت في الطقوس الدينية وكذلك منحوتة اللبؤة المجروحة التي تناولتها في مقال سابق.
سأتناول في هذا المقال واحدة من اهم المعروضات في المتحف وهي خريطة العالم البابلية، المعروفة باسم "إيماغو موندي"، التي تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. اكتشفت هذه الخريطة عام 1889 على يد بعثة بريطانية في مدينة سيبار البابلية.
الخريطة محفورة على لوح طيني صغير، يظهر في هذه الخريطة العالم كما تصوره البابليون، حيث تحتل بابل المركز، مما يعكس تصوراتهم عن كونها محور الكون تُحيط بها مدن مثل سوسة وأور، مع تصوير المناطق الجغرافية كالأهوار والجبال بشكل دوائر أو مستطيلات.
تُظهر الخريطة أيضًا نهر الفرات، بينما يُحيط بها "المحيط العظيم" كحلقة دائرية.
خارج هذا المحيط، تُظهر الخريطة مناطق غامضة تُعرف بـ"المنطقة الأخرى"، والتي يُعتقد أنها تمثل أراضٍ أسطورية. النصوص المسمارية على اللوح تصف هذه الأماكن وتربطها بالأساطير والطقوس.
تُعد هذه الخريطة دليلاً على تقدم البابليين في علم الجغرافيا ورغبتهم في فهم العالم فهي تُظهر المزج بين الواقع والأسطورة، وتعكس فهمهم العميق للجغرافيا المحيطة بهم.
تعود هذه التحفة الفنية إلى عصر الملك نبوخذ نصر الثاني، حين كانت بابل عاصمة حضارة عظيمة تمتد من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، مما يُبرز مركزيتها في تصوراتهم عن العالم.
Comments